يَجمع قصر بعبدا اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسَي مجلس النواب نبيه بري والوزراء نجيب ميقاتي، لبحث موقف لبنان الرسمي من عرض الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية.
في انتظار معلومات قد ترشح عن الاجتماع، يُجمع الخبراء على أن موضوع ترسيم الحدود البحرية للبنان شمالاً وجنوباً، يجب أن يكون ضمن سلة واحدة، في حين أن لبنان لم يرسّم حدوده لا مع سوريا ولا مع قبرص ولا مع إسرائيل علماً أن المفاوضات الأصعب مع الأخيرة بفعل العداء بين البلدين.
وفيما الساحة الإقليمية عموماً والداخلية خصوصاً تترقب مآل المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل على وقع الدرس الرسمي اللبناني لاقتراح الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، تتوجّه الأنظار إلى الحدود البحرية الشمالية للبنان للسؤال عن مصير المفاوضات مع سوريا لترسيم تلك الحدود…
الخبير الدولي في شؤون الطاقة رودي بارودي يرى رداً على سؤال لـ”المركزية”، أن “ملف الحدود البحرية الشمالية بين لبنان وسوريا، يحتاج إلى حل في إطار من المفاوضات الوديّة”، كاشفاً أن “في الوقت الحاضر لا يزال الملف مجمّداً، ولم تتم معالجة الحدود البحرية حتى الآن”.
ويُلفت إلى أن “متابعة الموضوع تتطلّب أيضًا عقد اجتماع ثلاثي الأطراف يضمّ لبنان وسوريا وقبرص من أجل حل مسألة الحدود البحرية والتوصل بالتالي إلى نقطة تقاطع ثلاثية”.
ويذكّر بارودي بأن “لبنان سبق أن أعلن من جانب واحد عن خط الحدود البحري الخاص به، ونشر إحداثيّاته الجغرافية بالإضافة إلى الوثائق كافة مع “وحدة شؤون المحيطات” ووفق “معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار” (وهي اتفاقية دولية توفّر إطاراً قانونياً متكاملاً لآلية الانتفاع من مياه البحار والمحيطات في العالم، وهي تضمن الحفاظ على الموارد البيئية والبحرية وكذلك الانتفاع العادل لتلك الموارد).
ويُضيف: استُخدم هذا الخط كخط الأساس الطبيعي الافتراضي لسوريا، وخط الأساس الطبيعي الافتراضي مع لبنان. ومع ذلك، لا يتطابق هذا الخط مع ذلك المتساوي الأبعاد الموجود في الخرائط المنشورة أدناه. وربما استخدم لبنان خرائط أساسية قديمة للتوصل إلى خطوطه المقترحة.
وفي المقلب الآخر، تطرّق بارودي إلى البلوكات الموجودة بين لبنان وسوريا، ولبنان وقبرص، ويقول: من المهم أن نعرف وفقًا للدراسة التي أجريتها مؤخرًا عن “قانون البحار”، أن بلوكات البلدان الثلاثة تتداخل ببعضها البعض. البلوك السوري يتداخل مع البلوك اللبناني بـ15383 متراً، بينما البلوك اللبناني فيمتد على البلوك السوري بـ1707 أمتار تقريباً. بينما البلوك اللبناني يتداخل مع حدود قبرص بـ5 أمتار تقريباً، فيما البلوك القبرصي يمتد إلى البلوك اللبناني بـ233 متراً تقريبًا.
في ظل هذه الصورة، هل يحرّك لبنان ملف الترسيم شمالاً بالتوازي مع الترسيم جنوباً؟ أم سيكون مصير الأول كمصير الثاني وهو التخبّط وإضاعة الوقت؟!