كتب نادر حجاز في موقع mtv:
أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الواجهة الحديث عن استخراج النفط في البرّ بعد اكتشافه في البحر، جازماً أن لبنان يملك ثروة نفطية في اليابسة وأن السياسة عطّلت استخراجها طوال السنوات السابقة.
تصريح نصرالله يذكّر بدراسات عدة أشارت الى هذا الأمر، بدءا من العالم غسان قانصوه وصولاً الى المسوحات التي سبق وأجريت في مهل زمنية مختلفة ومتباعدة. فهل لبنان يملك فعلاً ثورة نفطية في البرّ؟ وما الطريق الذي يجب أن تسلكه الدولة لاستخراجه؟ والسؤال الأهم هو أي فائدة لهذا الاستخراج وهل العالم لا زال في عصر النفط؟
الخبيرة في شؤون النفط والغاز لوري هايتيان ذكّرت بالمحطات التاريخية التي برز فيها الحديث عن النفط في البر، بدءا من الفترة الممتدة بين 1947 و1967، حيث حصلت محاولات للبحث عن النفط في اليابسة في 7 مناطق لبنانية، وخلصت الى أنه يوجد نفط في لبنان لكن الاستخراج مكلف جداً. وأُقفل الملف حتى العام 1993 حين حصلت محاولة في البحر في شمال لبنان، ليعاد ويُطوى الملف وصولاً الى مرحلة ما بعد العام 2000 حتى اليوم، مشيرة الى مسوحات أجريت من قبل الدولة اللبنانية في هذه الفترة ولكن لم يُعلَن عن نتائجها، وبالتالي لا يمكن الحديث بعد عن كميات كبيرة نملكها.
وأشارت هايتيان في حديث لموقع mtv الى وجوب القيام بالدراسات اللازمة ولاحقاً بدء الحفر للتأكد من وجود النفط في البرّ من عدمه، موضحة أنه “لا يوجد اليوم أية خطة لاستخراج النفط في البرّ وكل ما نملكه هو مسوحات موقعية حصلت أخيراً، وكان هناك قانون للتنقيب عن النفط في البرّ قيد الدرس في البرلمان لكنه لم يُقرّ”.
واعتبرت هايتيان أنه “بناء على هذه المعطيات لا يمكن الجزم بوجود نفط في البرّ، وما يمكننا القيام به هو التخطيط واتخاذ القرار بالبحث حول كيفية استخراج النفط والغاز إذا وُجد”.
وتعليقاً على طرح نصرالله، قالت هايتيان: “نصرالله يتحدث عن زمن ولّى، فالاعتماد على النفط والغاز والسعي للتحوّل الى دولة نفطية أصبح “دقّة قديمة” في الاقتصاد، ونمط اقتصادي قديم لا يصلح ولا يتماشى مع التطور العالمي في زمن البحث عن الطاقات المتجددة. وإذا كانوا يعتبرون أن هذا النهج سينقذ لبنان، فلن يكون له مكان في العالم”.
وفيما وصفت هذا التفكير بالبالي والقديم الذي لا مكان له في العالم، شددت هايتيان على أنه “يجب التطلّع الى الأمام وكيفية الاتجاه نحو الطاقة المتجددة”، مقترحة أن تقوم وزارة الصناعة بمسح حول ما يملكه لبنان من معادن يمكن استخراجها واستثمارها في صناعة الطاقة المتجددة”، مضيفة “إذا كنا نريد فعلاً أن يكون لنا دور في الاقتصاد العالمي فالأجدى التفكير بهذا الاتجاه وهذا ما يمكن أن يساهم في تطوير المجتمع وحجز مكان للبنان في الاقتصاد العالمي”.
النفط ليس الحل السحري للبنان… جملة قالها بيار دوكان في السابق، فعودة النهوض الاقتصادي يحتاج الى نمو والى استعادة الدورة الاقتصادية لحيويتها ودعم القطاعات المنتجة. وكل هذا لن ينفع إذا لم يقم لبنان بالاصلاحات وتحصين مؤسساته في وجه الفساد، وإلا لن تحمل الأيام المقبلة ما هو أفضل من واقع حالنا حتى ولو كانت نفطية.