بارودي مُصرّ على التفاؤل وينشر الخارطة: اكتشاف الغاز لا يكون دائماً من خلال حفر البئر الاول
الدراسات والأبحاث تؤكد ان احتمالات اكتشاف الغاز في المياه اللبنانية مرتفعة جداً
خاص “اخبار اليوم”
أكد الخبير في شؤون الطاقة رودي بارودي أن القصة لم تنته مع عدم اكتشاف الغاز في البئر الاول إذ أنه من المهم جداً معرفة أن كل بلوك بحري يجب تقسيمه إلى عدد من الآبار ومن الطبيعي جداً أن تقوم شركات الاستكشاف بحفر آبار عدة قبل اكتشاف البئر الرئيسي الذي يحتوي على مخزون تجاري من الغاز.
و في حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، اوضح بارودي إنه لم ييأس من عدم اكتشاف الغاز في البئر الأول، ذلك أن أكبر حقل للغاز في البحر المتوسط الذي هو حقل “ظُهر” والذي يقع في منطقة بلوك شروق في مصر، ويمتد على الحدود بين مصر وقبرص. كانت حقوق استغلال هذا الحقل تعود لشركة شل لمدة 15 عاماً، وخلال هذه الفترة قامت الشركة بحفر العديد من الآبار ولكنها لم تنجح في العثور على أي كميات من الغاز حتى قامت ببيع حقوق الاستكشاف لشركة إيني الإيطالية في عام 2015، التي بدورها حفرت بئراً واحداً على عمق 5100 متر لتجد أكبر مخزون من الغاز في شرق المتوسط والمقدر بـ 850 مليار متر مكعب.
ورأى بارودي أن هذا الأمر يشير إلى أن اكتشاف الغاز لا يكون دائماً من خلال حفر البئر الاول. وقد تكرر هذا الأمر مع حقول الغاز في قبرص إذ إنه لم تكتشف أي كمية من الغاز التجاري في البئر الاول، علماً أن حقل أفروديت في قبرص والقريب من لبنان احتاجت شركة نوبل لحفر بئر على عمق 5800 متر لكي تجد الغاز، والخريطة المرفقة تبين الاعماق في البحر في كل من قبرص واسرائيل ومصر للحقول المستكشفه ومنها: كاريش (٤٨٨٠ متر) ، تمار (٥٠٠٠ متر) ، لفثيان (٥١٧٠ متر)، افروديت (٥٨٠٠ متر) ، كرونوس (٢٢٨٧ متر)، ظُهر (٤١٣١ متر)، كاليبسو (٢٠٧٤ متر).
من هنا من غير الجائز علمياً القول بإنه لا يوجد كميات من الغاز التجاري في البلوك 9 اذ ان عملية الاستكشاف لم تشمل لغاية تاريخه إلا بئراً واحداً وعلى عمق فقط 3500 متر.
أما عن وجود مؤامرة تقوم بها شركات التنقيب، فقال بارودي: من المؤسف أن بعض المحللين وخبراء النفط يتحدثون عن مؤامرة يقوم بها الكونسورتيوم المكون من شركات عالمية وهي إيني، توتال، وقطر للطاقة وهي من الشركات العملاقة في مجال الطاقة والتي لا تدخل في البازار السياسي ولديها مصالح في كل بلاد العالم.
واضاف: علينا أن نستفيد من وجودها في لبنان بدل اتهامها ورمي الشائعات عليها. ولكن من الممكن أن يؤثر الوضع العام الحالي، وخصوصاً أن الحرب دائرة على حدودنا أن تقوم الشركات بتعليق أنشطتها موقتاً ريثما تنجلي الصورة.
وتابع: الاتفاق المبرم بين الدولة اللبنانية والكونسورتيوم المكلف بالاستكشاف ينص على أن تقوم الشركات بحفر اثنين من آبار الاستكشاف قبل أن يتخذ قرار بشأن وجود الغاز أو عدمه. من هنا، فأن بث الأجواء السلبية وفكرة المؤامرة لا تفيد لبنان بشيء، بل على العكس علينا المثابرة بالعمل للحفاظ على حقوقنا.
وختم: كما من واجب الحكومة والمجلس النيابي المباشرة فوراً بالاصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة من لبنان لكي نستطيع أن نواكب عمليات الاستكشاف، فلا تذهب الثروة النفطية الموعودة في نهر الفساد الجارف الذي نعاني منه.