اعتبر احد كبار الخبراء في قطاع النفط والغاز رودي بارودي أمام مؤتمر الطاقة الذي اختتم امس في نيقوسيا، “ان قبرص تسعى لتحقيق مكاسب تاريخية تتخطّى أبعاد إقتصادها وحتى حدودها الجغرافيّة”، مشيرا الى ان قبرص هي مركز الطاقة في المنطقة، أي أنّ كلّ خطوة تتّخذها نحو تحقيق هذا الطموح تحسّن أيضاً من فرص جيرانها في بناء قطاعات النفط والغاز فيها”.
وأشاد بارودي الذي يعمل في هذه الصناعة منذ نحو 3 عقود وهو الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة والبيئة القابضة” وهي شركة استشارية مستقلة مقرها قطر، بقيام قبرص تقديم نماذج إيجابية للدول الأخرى في المنطقة، مشيرا الى “التقدم القبرصي المزدوج” على صعيد عملية السلام وقطاع النفط والغاز واطلاع الموظفين الحكوميين أبناء وطنهم على كل مراحل التقدم بشفافية كاملة وواضحة.
وحضّ السلطات في لبنان على العمل بجدية لحماية مصالحه الخاصة، بدءا باستكمال المتطلبات التشريعيّة لقطاع النفط والغاز واستئناف الجهود لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، محذرا من أن تكون هذه العمليّة معقّدة، “للتأكد من أنّ لبنان لن يفوّت نصيبه العادل من الثروة النفطية، وخصوصا أن إسرائيل هي احد ثلاث دول في المنطقة، إضافة إلى سوريا وتركيا، التي لم توقّع ولم تصدّق على اتفاقية الأمم المتحدة التّى ترعى قانون البحار”. واكد ضرورة إعادة إحياء المحادثات مع قبرص لتعيين الحدود البحرية، “بما يوجب على الجانبين الطلب من الولايات المتّحدة تفعيل مساعيها للمساعدة في تحديد النقطة الحدوديّة الثلاثية جنوبي لبنان، حيث تتقاطع المناطق الاقتصادية الخالصة مع إسرائيل”.
ورأى أن اتّفاقية توحيد الإنتاج بين منطقتَي امتياز نفطي المتاخمتين بين لبنان وقبرص واستئناف العمل التشريعي اللبناني “سيساهمان في تحسين الاستقرار الاقتصادي وفي توفير المزيد من الاستقرار السياسي”، مؤكدا أنّه في حال احتاجت بيروت إلى نيقوسيا “فستجد شريكاً مستعدّا للمساعدة على مختلف المستويات”.
وفقاً لبارودي، أثبتت قبرص بوضوح التزامها التعاون كوسيلة لصناعة الطاقة الإقليمية المتناغمة “التي من شأنها أن تضفي فوائد اقتصاديّة واجتماعيّة وحتى أمنيّة هائلة لجميع الدول المشاركة وسكانها”. وقال “نحن جميعاً مدينون لقبرص، ويحتاج القادة في لبنان إلى إظهار المبادرة عينها، والخيال والاهتمام عينه بمصالح الأجيال المقبلة”.
يذكر ان المنتدى المتوسّطي السّابع للنفط والغاز كان فرصة للتاكيد مجددا على أنّ صناعة الطاقة النّامية تقدّم وعوداً بمنح حافزاً إضافياً هائلاً للقادة القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك لمواصلة العمل بزخم على إعادة توحيد الجزيرة. وقد تمثلت جمهورية قبرص المعترف بها دوليّاً، بمداخلات قيمة لرئيس الجمهورية نيكوسان استاسيادس، ووزير الخارجية يوانيسكا سوليدس، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة يورجوسلا كوتريبيس، اضافة الى مسؤولين ومشاركين رفيعي المستوى من الحكومات الأجنبية والمؤسسات الدولية الكبرى.