“النزاعات البحرية في شرق المتوسط”… يوضح طريق الحل السلمي للخلافات الحدودية

كتاب جديد أصدره الخبير في سياسة الطاقة رودي بارودي يحمل عنوان “النزاعات البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: الطريق إلى الأمام Maritime Disputes in the Eastern Mediterranean: the Way Forward (مطبعة معهد بروكينغز)، يسلط الضوء على آلياتٍ عملية غالباً ما يتم تجاهلها ويمكنها أن تنزع فتيل التوترات وتساعد في إطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز بقيمة مليارات الدولارات. تحدد الآليات الإطار القانوني والديبلوماسي الواسع المتاح للبلدان التي تتطلع إلى حل الحدود المتنازع عليها في البحر قانونياً او حبياً. يستعرض بارودي في الكتاب ظهور “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار” وتأثيرها المتزايد، والتي أصبحت قواعدها ومعاييرها أساسا لجميع المفاوضات والاتفاقات البحرية تقريبا. ويشرح الكتاب أيضا كيف أن التقدم الذي أحرِز أخيرا في مجال العلم والتكنولوجيا، ولا سيما رسم الخرائط الدقيقة، قد وسّع نطاق المبادئ التوجيهية لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لايجاد تسوية للمنازعات التي تستند إليها. وكما يشير العنوان، فإن النقاش في شرق البحر الأبيض المتوسط يدور حول الحدود البحرية للمنطقة والتي لا تزال من دون حل، علما ان الاكتشافات الأخيرة اكدت وجود كميات كبيرة من النفط والغاز، ما قد يؤدي ليس فقط إلى إبطاء تنمية الموارد المعنية (وإعادة استثمار العائدات للتصدي للفقر والتحديات الاجتماعية الأخرى)، بل يزيد خطر وقوع حرب أو أكثر. ومع ذلك، يلاحظ بارودي ان الحل العادل والمنصف قد يعمل على استعادة الثقة بين شعوب المنطقة. فاذا وافقت بلدان شرق المتوسط بموجب قواعد اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار على تسوية خلافاتها بشكل عادل ومنصف، فان “من شأن ذلك أن يعطي فرصة لإثبات أن هيكل الأمن الجماعي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لا يزال ليس فقط نهجا قابلا للتطبيق ولكن أيضا نهجاً حيوياً… ومن شأن ذلك أن يظهر للعالم بأسره أنه لا توجد عقبات كبيرة جدا، ولا عداوة متأصلة، ولا ذكريات مريرة بحيث يمكن التغلب عليها باتباع القواعد الأساسية التي انضمت إليها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهي: تسوية النزاعات من دون عنف أو التهديد به”.
ويقدم الكتاب افكارا عامة ومحددة عن الادوات التي يمكن اعتمادها في المجال الديبلوماسي، وهي مساهمة مفيدة في وقت يتعرض مفهوم تعددية الأطراف برمته للاعتداء من بعض البلدان التي دافعت في ما مضى عن إنشائها. اضافة إلى ذلك، فان اسلوب المؤلِّف الجذاب يجعل الكتاب في متناول جميع الاختصاصيين – علماء التاريخ والجغرافيا، إلى القانونيين ورسم الخرائط – ومثيرا لاهتمام الأكاديميين وصنّاع السياسات والمهندسين والقراء .تتكون خلفية الكاتب بارودي من أربعة عقود في قطاع الطاقة، ساعد خلالها في تصميم السياسات للشركات والحكومات والمؤسسات المتعددة الطرف، بما في ذلك الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وتراوح مجالات خبرته ما بين النفط والغاز والبتروكيماويات والطاقة وأمن الطاقة وإصلاح قطاع الطاقة إلى الآثار البيئية والحماية وتجارة الكربون والخصخصة والبنية التحتية. يشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة والبيئة القابضة، وهي شركة استشارية مستقلة مقرها الدوحة، قطر. وتم العمل على الكتاب خلال سنوات من البحث الشخصي لبارودي، مع تحرير ديبرا ل. كاغان (زميل الطاقة المتميزة، شبكة القيادة عبر الأطلسي) وساشا توبيرس (نائبة الرئيس التنفيذي الأول، شبكة القيادة عبر الأطلسي). وتنشر شبكة القيادة عبر الأطلسي، وهي رابطة دولية تضم الممارسين وقادة القطاع الخاص ومحللي السياسات الذين يعملون على ضمان مواكبة العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عالم سريع العولمة، “النزاعات البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: الطريق إلى الأمام”، والذي كان متاحًا في الأصل ككتاب إلكتروني، من قِبل مطبعة مؤسسة بروكينغز، التي تأسست عام 1916 كدار نشر للأبحاث من قِبل العلماء المرتبطين بمعهد بروكينغز، الذي يُنظر اليه على نطاق واسع أنه من أكثر مراكز الفكر احترامًا في الولايات المتحدة.